من هو الإمام أبو داود؟
الإمام أبو داود هو سليمان بن الأشعث بن إسحق بن بشير الأزدي السجستاني، أحد الحفاظ لأحاديث الرسولـ صلى الله عليه وسلم، ولد سنة (202هـ) ، وتوفي سنة (275هـ) ، وهو من تلامذة البخاري، أفاد منه وسلك في العلم سبيله، وكان يشبه الإمام أحمد في هديه ودله وسمته.
ثناء العلماء عليه:
قال محمد بن إسحاق الصاغاني وإبراهيم الحربي: لُيِّن لأبي داود الحديث كما لين لداود الحديد. وقال الحافظ موسى بن هارون: خلق أبو داودفي الدنيا للحديث، وفي الآخرة للجنة، ما رأيتُ أفضل منه. وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة.
عدد أحاديث سنن أبي داود:
جمع أبو داود في كتابه هذا جملة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بلغت أحاديثه (5274) حديثـ ا، وكتابه السنن صنفه وانتقاه من خمسمائة ألف حديث.
وقد وجه أبو داود همه في هذا الكتاب إلى جمع الأحاديث التي استدل بها الفقهاء، ودارت بينهم، وبنى عليها الأحكام علماء الأمصار، وتسمى هذه الأحاديث أحاديث الأحكام وقد قال المؤلف في رسالته لأهل مكة: فهذه الأحاديث أحاديث السنن كلها في الأحكام، فأما أحاديث كثيرة في الزهد والفضائل، وغيرها من غير هذا فلم أخرجها.
وقد رتب كتابه على الكتب، وقسم كل كتاب إلى أبواب، وترجم على كل حديث بما قد استنبط منه عالم وذهب إليه ذاهب، وعدد كتبه خمسا وثلاثين كتابـ ا، ومجموع عدد أبوابه (1871) بابـ ا.
والكتاب فيه الأحاديث المرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم والأحاديث الموقوفة على الصحابة، والآثار المنسوبة إلى علماء التابعين.
درجة أحاديثه:
أمَّا عن مدى صحة أحاديث سنن أبي داود، فقد قال أبو داود في ذلك: ذكرت فيه الصحيح وما يشابهه ويقاربه، وما كان فيه وهن شديد بينته، وما لم أذكر فيه شيئـ ا فهو صالح، وبعضها أصح من بعض.
وقد اختلفت الآراء في قول أبي داود: " وما لم أذكر فيه شيئًا فهو صالح " هل يستفاد منه أن ما سكت عليه في كتابه هل هو صحيح أم حسن؟ . وقد اختار ابن الصلاح والنووي وغيرهما أن يحكم عليه بأنه حسن، ما لم ينص على صحته أحد ممن يميز بين الصحيح والحسن.
وقد تأمل العلماء سنن أبي داود فوجدوا أن الأحاديث التي سكت عنها متنوعة؛ فمنها الصحيح المخرج في الصحيحين، ومنها صحيح لم يخرجاه، ومنها الحسن، ومنها أحاديث ضعيفة أيضًا لكنها صالحة للاعتبار، ليست شديدة الضعف.
فتبين بذلك أن مراد أبي داود من قوله " صالح " المعنى الأعم الذي يشمل الصحيح والحسن، ويشمل ما يعتبر به ويتقوى لكونه يسير الضعف. وهذا النوع يعمل به لدى كثير من العلماء، مثل أبي داود وأحمد والنسائي، وإنه عندهم أقوى من رأي الرجال.
وإذا نظرنا في كتابه نجده يعقب على بعض الأحاديث ويبين حالها، وكلامه هذا يعتبر النواة الصالحة التي تفرع عنها علم الجرح والتعديل فيما بعد؛ وأصبح بابـ ا واسعـ ا في أبواب مصطلح الحديث.
من شروح سنن أبي داود:
قام بشرح سنن أبي داود علماء كثيرون، من هذه الشروح:
(1) معالم السنن لأبي سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي، المتوفى سنة (388هـ) .
(2) مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود للحافظ جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة (911هـ) .
(3) فتح الودود على سنن أبي داود تأليف أبي الحسن نور الدين بن عبد الهادي السندي، المتوفى سنة (1138هـ) .
(4) عون المعبود في شرح سنن أبي داود لمحمد شمس الحق عظيم آبادى.
المصدر: موقع إسلام ويب